التسويق بين الماضي والحاضر
محتويات المقال:
مفهوم التسويق التقليدي والتسويق الحديث :
لعقد مقارنة بين التسويق التقليدي قديما والتسويق الرقمي في العصر الحديث لابد أولا من استعراض مختصر وبسط لكل من المصطلحين.
فـ التسويق التقليدي او التسويق القديم يسعى في الاساس الى تحقيق هدف واحد لا غير وهو البيع المباشر للجمهور او المستهلكين من خلال القنوات التسويقية التقليدية مثل الصحف والمجلات والتلفزيون والراديو دون اتاحة الفرصة للمستهلك او الجمهور المستهدف لاختبار المنتج او عيش التجربة من خلال التفاعل بشكل مباشر مع المستهلك .
أما التسويق الحديث او التسويق الرقمي Digital markting كما يطلق عليه في وقتنا الحاضر فـ هو يُعد هيكل تسويقي او مزيج تسزيقي متكامل بداية من مرحلة التخطيط والتعرف على الجمهور المستهدف ودراسته وصولا الى االمبيعات وزيادة الربح وانتهاءا برفع درة الوعي بالعلامة التجارية لدى حمهور المستخدمين .
ويتم كل ذلك من خلال المنصات الاعلانية والترويجية الحديثة ( وسائل التواصل الاجتماعي ) مثل فيسبوك وتويتر ولينكيد ان وغيرها بالاضافة الى البريد الالكتروني والمواقع الالكترونية والمنتديات كذلك.
وسائل الاعلان قديما وحديثا :
اولا وسائل الاعلان قديما ( التسويق التقليدي ) :
1- الاعلان عبر صفحات الجرائد والمجلات من خلا نشر اعلان نصي او اعلان يحتوي على صورة او كلاهما معا ولكن مع مرور الزمن والتطور التكنولجي في يومنا هذا فقدت هذه الطريقة فاعليتها حيث اغلب الناس اليوم يتصفحون الاخبار من خلال شبكة الانترنت دون الحاجة الى اهدار الوقت والمال في الحصول على الصحف والمجلات.
2- الاعلان عن طريق التلفزيون او الراديو ورغم استمرار وجود هذا النوع من الاعلان او التسويق حتى يومنا هذا الا انه لم يصبح مطلوبا كثيرا مثل السابق ذلك حيث ان تلك الوسائل الاعلانية مكلفة للغاية بداية من انتاج وتسجيل الاعلان بكافة مراحله وصولا الى الاذاعة.
فكل مرحلة من مراحل اعداد هذا النوع من الاعلانات مكلفة للغاية وتاخذ وقتا طويلا جدا حتى يخرج الاعلان الى المستهلك في صورته النهائية مما يتسبب في اهدار الوقت والمال للعلامة التجارية .
3- اعلانات الطرق ولكن مع الاسف ورغم انتشار هذه اللوحات الاعلانية على مستوى جميع انحاء البلاد الا انها باهظة الثمن للغاية والتي يمكن ان تصل تكلفة اللوحة الاعلانية الواحدة الى مئات الالاف من الجنهيات للوحات ذات المساحات الكبيرة جدا .
4- الفلايرز والبرشورات التي يتم توزيعها في الطرق والشوارع ولكن هذه الطريقة ليست فعالة ابدا حيث ان التوزيع يتم بصورة عشوائية دون اي توجيه للجمهور المستهدف مما يجعل الفائدة منها ضئيلة للغاية وذلك يختلف بالطبع اذا تم توزيعها في مؤتمر او معرض ما خاص بمجال عمل العلامة التجارية ذلك بكل تاكيد يرفع كثيرا من نسبة فاعلية هذه الوسيلة حيث ان الجمهور الحاضر هنا يهتم بنفس مجال العلامة العلامة التجارية .
ثانيا وسائل الاعلان حديثا ( التسويق الرقمى ) :
1- حملات الاعلانات الممولة على جوجل والتي من اشهرها نوع يطلق عليه اسم اعلانات النقرة ( اعلانات النقره ) ويتم المحاسبة فيه اذا تم الضغط على اعلانك فقط ليس الا .
اعلانات جوجل يتم ظهورها في الجزء العلوي والجزء السفلي من صفحة محرك البحث جوجل ويكون مكتوب بجانبها بخط صغير كلمة اعلان.
اعلانات جوجل يتم من خلالها استهداف دقيق جدا للعملاء والمستخدمين من خلال ما يسمى باستهداف الكلمات المفتاحية او الكلمات الدلالية.
2- الاعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و يوتيوب ووانستغرام وهذه الوسائل ايضا يمكن التحكم في استهداف الجمهور او المستخدمين من خلال تحديد الفئة العمرية المستهدفة والنطاق الجغرافي الذي تخدمه العلامة التجارية بالاضافة الى اهتمام المستخدمين والعديد من العوامل الاخرى التي تجعل من الاعلان اعلان ناجح تماما يحقق الهدف المنشود منه .
3-التسويق من خلال البريد الالكترونى حيث يمكنك ايصال المنتج او الخدمة الخاصة بعلامتك التجارية الى اكثر من عشرة مليون مليون مستخدم في لحظات معدودة.
وجميع الوسائل السابق ذكرها تتميز بانها تكلفتها قليلة للغاية مقارنة بتكلفة الاعلان عبر الوسائل التقليدية التي قمنا بعرضها سابقا .
احدث ادوات التسويق الحديث :
اولا الواقع المعزز الذي يتيح للمستخدم او المستهلك تجربة المنتج او الخدمة في اطار العالم الافتراضي قبل القيام فعليا بعملية الشراء مما يعطي نوع من الثقة بين العميل والعلامة التجارية .
ثانيا التعاون مع المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي من تطبيقات مثل التيك توك واليوتيوب وغيرها .
ثالثا التسويق من خلال الفيديوهات التفاعلية وفي هذا النوع من الحملات يسمح الفيديو للمستخدين بالتفاعل من خلال خيارات متعددة مثل الضغط للحصول على معلومات اكثر حول المنتج او الخدمة التي تقدمها العلامة التجارية او امكانية الشراء من خلال الفيديو … الخ .
رابعا التسويق من خلال تطبيقات الالعاب حيث ان هناك بعض تطبيقات الالعاب تعطي نقاط ومكافات عند مشاهدة بعض الاعلانات داخل التطبيق ومن شان هذه المشاهدة ان تساعد اللاعب في التقدم في مراحل اللعبة المختلفة .
مما يعطي للمستخدمين حافزا لانهاء مشاهدة الاعلانات داخل التطبيق.
خامسا استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق من خلال عدة محاور مثل :
1- تحليل البيانات ودراسة العملاء واهتماماتهم .
2- كتابة محتوى متخصص لجذب اهتمام المستخدمين .
3- تحسين اداء الحملات الاعلانية .
4- تقديم خدمة عملاء على مدار الساعة خلال 7 ايام بالاسبوع وكذلك العطلات وفي المناسبات .
الخاتمة :
وبناءا على هذا العرض السريع وبعقد مقارنة بسيطة سوف يتضح لنا ان التسويق التقليدي والتسويق الرقمى يختلفان من حيث الهدف فـ التسويق التقليدى احادي الهدف وهو تعظيم المبيعات كما ذكرنا اما التسويق الحديث فـ هو متعدد الاهداف ويحرص على التفاعل مع المستهلك واكتساب ثقة العميل ورضاه المطلق عن العلامة التجارية .
اما عن الوسائل الاعلانية فـ التسويق القديم يعتمد على الوسائل التقليدية كـ التلفاز او الراديو او الصحف أما التسويق الرقمى يعتمد على الانترنت سواء كان ذلك من خلال الحملات الاعلانية الممولة SEM او تحسين الظهور في محركات البحث العالمية SEO .
وإذا تطرقنا الى فاعية كل نوع من انواع التسويق ومدى تحقيق كل نوع منهم للهدف الذي تم تنفيذه من خلاله سوف نجد أن التسويق التقليدى عالى التكلفة ولا يمكن قياسنتائجه بدقة اما فيما يخص التسويق الرقمى فـ سوف نجد أنه اقل بكثير في التكلفة مع الدقة في الوصول الى الجمهور المستهدف بالاضافة الى قياس نتائجه وامكانية تعديل الحملة الاعلانية في اي وقت اثناء عملها .